رحيل ل مني الاسيوطي
المحتويات
الفصل الأول
تجلس على حافه الفراش وهى تضم قبضتيها فى توتر بالغ ومازالت حتى الآن ترتدى فستان الزفاف وتنتظر قدومه للغرفة وهى تفكر فى حياتها القادمة فهى لا تعرف شئ عن زوجها حتى اسمة لا تعرفة ولا تعرف هيئته فقد تم حفل الزفاف وانتهى وهى تجلس وسط مجموعة من النساء ولم ترى زوجها حتى الآن..انها رحيل الفتاة الصغيرة ذو الثامنة عشر عامآ فتاة بريئة قد حكمت عليها الحياة أن تصير يتيمة ثم خادمة لزوج والدتها الراحلة والآن زوجة ل أكرم القاضى فماذا سيحدث معها هل ستبتسم لها الحياة اخيرا ام للقدر رأى آخر.......
سليمان...أتفضل اطلع لعروستك ومش هعيد كلامى تانى فاهم
أكرم...أنا نفذتلك كل اللى طلبته واتجوزت وخلص الحوار دا على كدة
أكرم بعضب...ذنبها إنها وافقت على الجوازة دى من الأول
سليمان..أتلم يا أكرم ومتنساش أنها بنت أخويا ومش هضيعها زى أخويا ما ضاع
أكرم بإنفعال...إلهى كان ربنا اخدها مع أخوك بدل ما ادبس أنا فيها ..دى حاجة.....
صمت عم المكان ولم يستطع أكرم إتمام حديثة الفظ هذا حيث قام سليمان بصفع أكرم ردآ على حديثة ..
قسمت...معلش يا سليمان هو ميقصدش ..وانت يا أكرم عيب تتكلم كدة عن عمك وبنت عمك
لينظر أكرم لوالده بذهول تام ...فكيف قام بصفعه من أجل تلك الفتاة لينهض دون الرد على حديث والداة ورحل فى هدوء تام وأستقل سيارتة الخاصة متجهآ إلى مكان ما. ......
قسمت بهدوء...حقك عليا يا سليمان هو.....
قسمت..حاضر ..بس لو سألت على أكرم أقولها ايه
سليمان.. لازم الأول تعرف انى عمها وانك مرات عمها ولو سألت على البيه قوليلها انة جاله شغل مهم هيخلصة ويجيلها
قسمت..حاضر
لتنهى قسمت حديثها وهى تتجه صوب المطبخ لتنفذ ما أمرها به سليمان لتخرج بعد عدة دقائق وخلفها إحدى العاملات بالمنزل وهى تحمل صينية موضوع عليها أشهى الاكلات وتتجة للأعلى وتطرق على باب غرفة أكرم لتقوم رحيل بفتح الباب وهى ما زالت بفستان الزفاف لتقول رحيل.. .
قسمت ببسمة..شكرا يا بنتى
لتدلف قسمت للداخل لتأمر الخادمة بوضع الطعام على الطاولة وترحل وتنظر قسمت لرحيل قائله...
قسمت...يلا ياقلبى غيرى هدومك وبعدين كلى
رحيل ببسمة..حاضر يا طنط
قسمت..امممم بصى بقى بمناسبة موضوع طنط دا انا كنت عاوزة اتكلم معاكى شوية
رحيل..اتفضلى
قسمت ..انتى اسمك بالكامل ايه
قسمت..طب وجوزك اسمة ايه
رحيل بتوتر...احم بصراحة انا معرفش اسمة ايه
قسمت...ههههههههه طب متوترة لية ...طيب انا هقولك جوزك اسمة أكرم سليمان فريد لطفى القاضى
رحيل بإندهاش...ازاى يعنى
قسمت ..انا هحكيلك بصى بصراحة أنا أبقى مرات عمك وأكرم إبن عمك وسليمان القاضى يبقى عمك أخو أبوكى
رحيل پصدمة..عمى !
..........
2
فى أحد المطاعم ...
يجلس أكرم وهو يحتسى كوبآمن القهوة وبيدة صورة لإحدى الفتايات ويحدثها قائلآ...
أكرم....انا آسف ...وحشتينى اووى ...الله يرحمك يا حبيبتى..
لينهى حديثة وهو يضع الصورة بجيب سترته عندما رأى صديقة المقرب وهو يدلف لداخل المطعم ليقترب منه وهو يدعى إبراهيم .....
إبراهيم بقلق...فى ايه يا أكرم ...انا مش لسة سايبك من شوية ..وبعدين هو فى عريس يسيب عروستة يوم الفرح وجاى يقعد مع صاحبة
أكرم..بطل رغى يا إبراهيم ..أنا تعبان ومخڼوق
إبراهيم...مالك يا صاحبى
أكرم...يارتنى ما وافقت اتجوزها. .أنا كان مالى أنا بنت اخوة وهو عايزها ما كان يجبها تقعد معانا إنما اتجوزها لية
إبراهيم..هى عملتلك حاجة
أكرم..انا أصلا مشوفتهاش ..ولا فاكر إسمها حتى
إبراهيم...يبقى متظلمهاش يا صاحبى ومتنساش إنها لحمك ودمك وانت أولى بيها
أكرم..أنت بقيت بتتكلم زى أبويا كدة لية
إبراهيم...عشان دى الحقيقة يا صاحبى...يلا قوم روح لمراتك
أكرم..يا أخى حتى كلمة مراتك دى انا مش قابلها
إبراهيم..قوم يا أكرم بلاش دلع عيب إللى انت بتعمله دا ..البنت ذنبها ايه
أكرم پغضب..وأنا ذنبي ايه اتجوزها اتجوز بالطريقة دى ليهاتجوز واحدة معرفهاش ليه
إبراهيم..يبقى تعرفها..إديها فرصة انها تخليك تعرفها..بلاش تظلمها يا صاحبى
أكرم..انا مش عايز اشوفها اساسآ
إبراهيم بضيق..وبعدين بقى معاك ..يا أكرم دى بنت عمك ويتيمة أعتبرأنه فعل خير يا أخى وبعدين انت هترضى أن البنت تتبهدل يا اكرم دى ملهاش حد غيركم دلوقتى بلاش توجعها وتخليها تختار جوز امها تانى
أكرم..وانت عرفت الكلام دا منين
إبراهيم. .عمى سليمان هو اللى قالى أن البنت يتيمة أم وأب وقاعدة بقالها سنتين مع جوز أمها ودا راجل غريب فى الآخر وانتو أهلها هترمى لحمك للغرب يا أكرم
أكرم...طب لية وافقت تتجوزنى مطلبتش لية انها تقعد معانا من غير جواز..اكيد حسبتها صح واحد غنى وأبن عمها ..دى مشافتنيش لحد دلوقتى ودا يدل على انها كلبة فلوس ودا غرضها من الأول
إبراهيم..أكرم البنت غلبانة بلاش تفترى عليها ..أفرح يا
صاحبى وعيش حياتك وأتبسط
أكرم بحزن ..أفرح ازاى
إبراهيم..تفرح بأنك تقوم تروح لعروستك النهار أبتدى يطلع عيب يلا قوم
أكرم..حاضر ..هقوم
بعد مرور بعض الوقت وقد أوشكت الشمس على الشروق دلف أكرم لغرفتة ولاكنه تصنم بمكانة عندما رأى تلك الحورية وهى تتوسط الفراش بتلك المنامة من الحرير الأبيض وشعرها الطويل وقوامها الممشوق وملامحها الهادئة وهى تغط فى سبات عميق ليجلس أكرم بجوارها على حافة الفراش ويتأملها محدث نفسة قائلا...
اى دا..هى حلوة كدة لية..ايه اللى أنابقولة دا ..بس بصراحة هى حلوة ولا وصغيرة اوى دى زى ما تكون عيله فعلا...
لينتفض أكرم واقفآوهو ينظر لها پصدمة قائلا بصوت مسموع..
أكرم..ينهار مش فايت يا بابا جايبلى عيله
........
3
ليذهب سريعآ وهو فى قمة ڠضبة ويطرق على باب غرفة والدة بشدة ليستيقظ الجميع ويهرول سليمان ويفتح الباب ليتفاجأ بوجود إبنة ليقول..
سليمان..فى ايه حد يخبط كدة
أكرم پغضب..ايه اللى انت عملتو دا ..جايبلى عيله يا سليمان بية
سليمان..اتكلم عدل أحسنلك
قسمت..أهدى يا سليمان..عيب يا أكرم تكلم بابا كدة
أكرم..عيييب ..عيب اى دى طفلة يا امى
قسمت...لا يا ابنى دى مش طفلة دى عندها 18سنة
أكرم پصدمة..يا نهار أسود. .18سنة. .يا أمى دا أنا ضعف عمرها
قسمت..والله ياحبيبى البنت كويسة ومؤدبة وأنا متأكدة أنها ..استهدى بالله وروح لمراتك يا ابنى
أكرم..مراتى اى وزفت اى أنا غلطان إنى سمعت كلامكم من الاول
سليمان..أخلص روح لعروستك وإياك يا أكرم تزعلها
ليتركهم أكرم ويدلف لغرفتة ليتفاجأ بها قد استيقظت فيقول...
أكرم...أنتى صحيتى أمتى
رحيل...لسة صاحية دلوقتى
أكرم..أنتى باصة فى الأرض لية
رحيل..مفيش..حضرتك محتاج حاجة اعملهالك
أكرم پصدمة..حضرتك. .انا اسمى أكرم
رحيل ببسمة..عاشت الأسامى
أكرم..شكرا ..انتى أسمك ايه ..معلش أصلى نسيت
رحيل بهمس..رحيل
أكرم..بتقولى إيه. .أنا مش سامعك
رحيل..احم..رحيل
أكرم..إسمك غريب اوى ..ما علينا بصى أنا جاى تعبان ورجلى وجعانى وجسمى كلة متكسر فأنا هنام محتاجة منى حاجة
رحيل ...ألف سلامة عليك ..طب تحب أدعلك رجلك
أكرم بحدة..لاء ..وإياكى تفكرى تلمسينى
رحيل بتوتر..ب بس حضرتك تعبان وانا كان قصدى يع..
ليقاطعها أكرم قائلا بصوت جهورى. .
أكرم ..
قولتلك مش عايز منك حاجة ومش بحب اعيد كلامى مرتين
رحيل ببسمة...حاضر...تحب أعملك حاجة
أكرم بضيق..أحب تغورى من وشى
رحيل ببسمة. .أروح فين
أكرم پغضب. .فى أى داهية..أقولك أطلعى الفراندا..وطول ما أنا فى الأوضة متدخليش هنا
رحيل بهدوء..حاضر ..بس فين المكان دا
أكرم..مكان ايه
رحيل..إللى حضرتك قولت عليه عشان أقعد فية
أكرم بضيق.. الفراندا يعنى البلكونة يلا بقى غورى من وشى
رحيل ..حاضر
تذهب رحيل بأتجاة الشرفة ذات الباب الزجاجى الشفاف ولاكنها لم تستطيع فتح الباب فألتفتت لأكرم قائلة..
رحيل..احم معلش هى بتتفتح ازاى
ليتجه أكرم إليها بنفاذ صبر ويحكم قبضتة على ساعدها ويقوم بفتح باب الشرفة وإلقائها پعنف للخارج ويغلق الشرفة مرة أخرى ويذهب المرحاض التابع للغرفة وبعد عدة دقائق يخرج أكرم من المرحاض وقد أبدل ثيابة إلى ملابس بيتية مريحة ويذهب الفراش لكى يحاول النوم ولاكن عقلة لم يساعدة على ذلك ليحدث نفسة قائلا...
أكرم..هى مش هتعترض على نومة البلكونة..ازاى توافق بسهولة كدة..وازاى بتبتسم كدة عالطول..وبعدين بقى ما تتنيل تنام ..بس هى هتنام بجد فى البلكونة ..الجو بيبقى ساقعة بالليل..يوووه هو انا مش هعرف أنام فى اليوم دا..وهى عاملالى مطيعة اووى..
مچنونة قلم
منى مصطفى الاسيوطى
الفصل الثانى
أما بداخل الشرفة ...
تجلس رحيل على الأرضية وخصلاتها تتطاير بفعل نسيم الهواء الهادئ وتحدث نفسها بصوت منخفض وهى تبتسم قائله..
رحيل..كنتى مستنية الدنيا تضحكلك يا رحيل ..احمدى ربنا على النعمة دى..نومة البلكونة أرحم من النوم تحت الحوض ..على الأقل هو مش هيضربنى ويبهدلنى زى عم أمين ..والعيشة مع أهلى احسن 100مرة من العيشة مع جوز امى ..احمدى ربنا يا رحيل نومة نضيفة وهدمة حلوة وأكل مكنتيش تحلمى انك تدوقية فى حياتك كلها ..احمدى ربنا يا بنت سالم...الحمد لله يارب...
ليمر الوقت وهى تحدث نفسها حتى ذهبت فى ثبات عميق
......
فى الصباح يستيقظ أكرم على صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة لينظر إلى الساعة المعلقة على الجدار أمام الفراش ليجدها قد تخطت الحادية عشر صباحا ..لينهض بثقل ليتجة لباب الغرفة ويقوم بفتحة ليجد والدتة تقف أمام الباب وتبتسم وتقول ..
قسمت..صباح الخير يا حبيبى
أكرم..صباح النور يا أمى ..مدخلتيش عالطول لية ..من أمتى بتخبطى على الباب
قسمت ..لازم اخبط يابنى عيب دلوقتى الأوضة بقى فيها ست يلا يا حبيبى هات رحيل وانزلو الفطار جاهز
أكرم ببلاهة. .ست مين....مين رحيل
قسمت..مراتك يا بنى سلامة عقلك انت لسة نايم ولا ايه
أكرم..مراتى...احم آسف أصل لسة مش متعود...حاضر يا حبيبتى جاين وراكى
قسمت..ماشى يا ابنى
لتتركة قسمت وتهبط للأسفل ليغلق أكرم الباب ويذهب سريعا الشرفة ويدلف للداخل ليجد رحيل تجلس على الأرضية وتنظر له وهى تبتسم قائله. .
رحيل..صباح الخير
ليتجاهلها قائلا..قومى غيرى هدومك عشان هننزل نفطر مع ماما وبابا
رحيل ببسمة ..حاضر
لتتركة رحيل وتذهب للمرحاض لينظر أكرم إلى أثرها قائلا..هى بتبتسم على ايهالمفروض تكون زعلانة عشان نيمتها فى البلكونة...اى البنت دى!
.......
فى الأسفل ..بعد مرور بعض الوقت يهبط أكرم الدرج بعدما ارتدى ملابس رسمية للعمل وتتبعة رحيل وهى ترتدى فستان بيتى محتشم من اللون الازرق ليدلفو لغرفة
الطعام ليجدو قسمت وسليمان بأنتظارهم ليقول أكرم..صباح الخير
قسمت..صباح النور يا بنى
سليمان..تعالى يا رحيل
لتتقدم رحيل وهى تبتسم قائله ..صباح الخير
سليمان..صباح النور يا حبيبة عمك ..اخبارك ايه
رحيل ببسمة..الحمد لله بخير
سليمان ..اوعى يكون أكرم زعلك
رحيل..لاء خالص
سليمان..طيب ربنا يسعدكم ..يلا اقعدى افطرى يلا
رحيل..لاء ميصحش. .أكرم يفطر الأول وبعدين انا هبقى أفطر
قسمت پصدمة..نعم ..أزاى يعنى
رحيل..عادى يمكن يعوز حاجة
سليمان بجمود..هو إللى قالك كدة
رحيل..لاء يا عمى انا متعودة على كدة
قسمت..يعنى اية متعودة..اقعدى يا بنتى افطرى
رحيل..معلش خلينى كدة انا مرتاحة
سليمان..أكرم قول لمراتك تقعد تفطر
أكرم..ماليش فية. .تقعد متقعدش انا مش عاوز منها حاجة
سليمان بحدة..أكرم اتلم واتكلم عدل
قسمت..يا بنتى اقعدى ربنا يهديكى
رحيل..معلش ا....
ليقاطعها أكرم بنفاذ صبر قائلا..ما تتنيلى تقعدى بقى فى يومك الأسود دا هما هيتحايلو عليكى..انا
متابعة القراءة