قلوب حائره الجزء الثاني
المحتويات
لها بتفهم تحدثت إليه داليدا بنبرة هادئة
مبروك ل أيسل يا عمو
بابتسامة هادئة أجابها
الله يبارك فيك يا داليدا
ألف مبروك يا عمو
الله يبارك فيك يا بنتيعقبال ما تفرحي ب مصطفي هكذا أجابها ذاك البشوش فعقبت بنبرة صادقة حيث أنها أحبت الفتاة وغمرتها بحنانها وكأن الله وضعها بطريق
ذاك العمر خصيصا لتكون عوضا لتلك الصغيرة التي تعلقت بها وأصبحت تناديها بأمي بدلا عن مليكة بعد أن وجدت بأحضانها الحنون ما حرمت منه
ربت عز علي كتفها بحنان وبعيناي ممتنة لما رأه منها من خير تحدث
ربنا يجازيك خير يا بنتي ويبارك لك فيهم
ببشاشة أجابته
ويبارك لنا في حضرتك يا عمو
اردفت منال بنبرة هادئة
تعالي إقعدي يا تارا علشان مصطفي عاوزك
تحدث إليها عمر بحنان
إقعدي يا حبيبتي وأنا هروح أشوف طارق ليكون محتاج حاجة
أوك يا حبيبي
واسترسلت وهي تتأهب لمجاورته التحرك
هروح أشوف ليزا الأول لتكون عاوزة تدخل التواليت وبعدين أجي ل مصطفي
إبتسم لها وتشابك بكفها وتحرك بطريقهما
جلس عز مجاورا أحمد وبدأ بتبادل أطراف الحديث فيما بينهم
بنبرة متعالية اردفت قسمة وهي تنظر إلي الصغير بملامح وجه مشمئزة
واسترسلت بتنظير
ما خلتهوش مع الناني بتاعته في الڤيلا بدل ما يصدعكم ويبوظ الفرح ليه
أجابتها بهدوء إكتسبته مؤخرا
تارا ما بتقدرش تبعد عن الأولاد يا قسمةدي سابت شغلها أول ما أتجوزت عمر علشان تتفرغ لتربية ليزا وتهتم بيها
إبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وتحدثت بكلمات خالية من الأدب والذوق
ثم رفت قامتها للأعلي واستطردت بتعالي شديد مما جعل تلك المنال تحتد
يارب بس ما تكونش وراها مصېبة زي الژبالة اللي قبلها
إحتدت منال وتحولت ملامحها إلي غاضبة وذلك لما تحمله داخل قلبها من قيمة وغلاوة لتلك الفتاة التي دخلت حياة مدللها وحولتها إلي سعيدة بعد الشقاء والبؤس الذي أصاباه جراء تجربته المريرةهتفت بسخط وترهيب
إرتبكت قسمة وتحدثت سريعا لتفادي ڠضب تلك التي تساعدها بالأموال هي وداليدا بعد ۏفاة ليالي كنوعا لإكرام واحترام ذكري التي كانت تعتبرها كإبنة لم تلدها
إنت فهمتيني غلط يا منالأنا ما قصدتش تارا بكلمة ژبالةأنا كنت بقصد اللي كانت السبب في مۏت بنتي في عز شبابها
خلاص يا قسمة
إنتبه حين استمع إلي صياح تلك التي أتت مهرولة إليه كي تحتمي به وتشتكي وتحدثت وهي تستنجد بجدها العزيز
يا جدوخلي عزو يبطل رخامة ويسيبني أعمل اللي في نفسي
دبت بساقيها في الأرض كنوع من الإعتراض ثم تحدثت وهي تربع ساعديها وتضعهما أمام صدرها بتذمر شديد
عزو زعلني ومش خلاني أرقصوكمان مش خاف منك يا جدو
رفع أحد حاجبيه ينظر إلي تلك الداهية وهي تحرضه علي شقيقهاأقبل عليهما ذاك المشاكس الذي أتم عامه التاسع ونظر لها بملامح وجهه
حادة ثم تحدث بصرامة وهو يرفع سبابته بوجهها مهددا إياها وكأنه رجلا كبير
تعرفي يا مسك لو شفتك بترقصي مع رائف سراج تاني هعمل فيك إيه
هتعمل فيها إيه يا ابن ياسين سؤالا غاضبا وجهه إليه جده فتحدث الفتي بنبرة أهدي كي يستقطب تعاطف جده وتضامنه في تبني موقفه
يعني ينفع تقف ترقص مع رائف سراج ومش تحترمني يا جدو
ثم مط شفتاه پغضب واسترسل بإبانة
وبعدين أنا أخوها الكبير ولازم تسمع كلاميبابي كمان قالي أخلي بالي منها لحد ما ينزل هو ومامي والعروسة سيلا من فوق
هز عز رأسه من تحكمات ذاك المشاكس فهتفت الصغيرة بحنق
يا جدو بابي قال لي إنبسطي يا مسكيورائف وليزا وساندرا وكلهم بيرقصواإشمعنا أنا اللي عاوزني مش أرقص!
هتف الصغير وتحدث بغيرة رجولية لا تتناسب مع حداثة سنه
أنا نبهتك وقولت لك لو رقصتي مع رائف تاني همنعك ترقصي خالصوإنت اللي مش سمعتي الكلام
تحدث طارق الذي حضر للتو بنبرة حاسمة كي يحث الصغير علي التراجع ويفض ذاك الإشتباك
وبعدين يا عزوبطل تضايق أختك بتحكماتك الفاضية ديولعلمكبابا لو شاف مسك وهي زعلانة كدة هيخرب الدنيا
واستطرد لاخافته
ما انت عارف هو قد إيه بيتجنن ويتحول لما بيلاقي حد مزعلها
تذمر الصغير ونطق بملامح وجه مستاءة
يعني كويس إنها مش بتسمع كلامي يا عمو
نطق طارق بنبرة متعجبة
إنت مالك نافش ريشك وعامل علينا دكر كدة ليه يلا
تذمر الصغير حين قهقه عز عندما تطلع إلي الصغار ورأي رائف منسجما وهو يرقص مع ساندرا فتحدث لينهي ذاك الجدل العقيم
طب روح يا حمش شوف ساندرا علشان تقريبا كدة رائف شقطها منك يا حبيبي
إتسعت عيناه وبسرعة البرق حول بصره يتطلع علي من أصبح يعتبرها ملكية خاصة لهوبدون نطقه بكلمة واحدة هرول إلي الاستيدج وتحدث وهو يمسك الصغيرة من ذراعها ويسحبها بعيدا عن ذاك الرائف وتحدث بحنق
إنت إزاي ترقصي مع حد غيري
حاسب دراعي يا عزوإنت وجعتني نطقتها بنبرة رقيقة وهي تتحسس ذراعها فاسترسل هو غاضبا
ردي عليا يا ساندرا
نظرت إليه واردفت بنعومة كعادتها
هو اللي رقص معايا لما مسك مشيتوأنا مش عرفت أكسفه
هتف بنبرة صارمة
طول الفرح مش هترقصي غير معايا يا ساندرا يا إما مفيش رقص خالص
بطاعة رقيقة هزت رأسها بموافقة فابتسم لها وامسك كفاها وبدأ يرقصان معا بطفولية
أما مسك فكانت غاضبة إلي أن حضر أنس إليها عندما شاهدها من بعيد وتحدث إليها وهو يتلمس شعرها بحنان
مالك يا مسكزعلانة ليه
من جديد دبت بساقيها في الأرض كنوع من الإعتراض وتحدثت بسخط
عزو مش عاوزني أرقص يا أنوس
تحدث إليه جده وهو يحثه علي التحرك باصطحاب شقيقته
وديها الاستيدچ عند بنات عمها يا أنس وخلي بالك منها
حاضر يا جدو نطقها الفتي بتوقير ثم
إبتسم لشقيقته وتحدث بنبرة حنون
تعالي وأنا هرقص معاك
إبتسمت بحبور وبالفعل هرولت معه وباتت تتراقص بسعادة مع شقيقها الحنون
أما عز فنظر إلي ثريا التي تجلس بالطاولة المقابلةوفور رؤيته لوجهها بات قلبه يدق كطبول حرب من شدة عشقه الساكن بروحهفقد كانت رائعة الجمال رغم بساطتها بكل شئ وعدم بذلها أية مجهود لتظهر جمالهاوبرغم ذاك ظهرت بأروع صوره وطغي جمال روحها وسكونها الداخلي علي وجهها فأشرقت وظهر رونقها ماجعل ذاك العاشق يتنهد إشتياقا وولها
إنتبهت أعين جميع الحضور إلي ذاك الكارم الذي دخل للتو من باب القاعه مجاورا لشقيقهوظهر كنجم سينمائي ساطع ببدلته البيضاء ذات الياقة السوداء وبابيون سوداء أيضابانيهار إتسعت أعين جميع الفتيات الموجودات من شدة وسامته وتمنين لو أنهن مكان أيسل
تحرك بجسد ممشوق وابتسامة جذابة زينت بها ثغره وبات يميل برأسه قليلا ك تحية منه للحضورإنهالت عليه التهاني من بعض الأقارب ورفقائه بالعمل تحركت إليه خالته ووالدته وهي تحمل صحنا صغيرا مملؤا بالملح وبدأت بنثر بعضا منه فوق صغيرها وهي تقرأ المعوذتان مع إطلاق شقيقتها الزغاريداغمض عيناه وبحركة تلقائية وضع كفاه فوق رأسه وعيناه ليتفادي وصول الملح إليهما وتحدث بنبرة مستعطفة
كفاية يا ماما الملح هيدخل في عنيا
يدخل في عيون حسادك وكل اللي شافك ولا صلاش علي النبي يا قلب أمك كلمات سعيدة نطقتها بثينة وهي تعيد من
جديد نثر الملح عليه
هتف شقيقه متذمرا
يا ماما هتفضحينا قدام الناسهو أنت فاكرة نفسك فين علشان تجيبي ملح معاك ترشيه
واسترسل شارحا
هو أنت مش شايفة المستويات اللي حواليك!
هتفت خالته باعتراض
والمستويات دي يا حبيبي هتنفع أخوك لما يدب عين من حد فيهم
نطقت والدته بتأكيد
قولي له يا سعاد
واسترسلت وهي تناول الصحن لشقيقتها
سيبي دول بقي لما العروسة تدخل نرشهم عليها
باعتراض هتف كارم
لا أبوس إيدك يا ماما بلاشالبنت فرفورة وممكن يغمي عليها مننا في حركة زي دي
إقتربت عليها وقامت باحتضانه وتحدثت بحفاوة
ألف مبروك يا سيادة المقدمعيشت وشفتك عريس يا حبيبيعقبال ما أفرح وأنا شايلة عيالك علي إيديا
أمسك راسها وقبلها ثم مال علي كفها واضعا به قبلة حنون وتحدث
الله
ببارك فيك يا حبيبتي
وقبل خالته بخفاوة ثم تحرك إلي عز وتحدث بعدما ألقي التحية وتلقي المباركات من الجميع
هو سياده اللواء هينزل إمتى يا جدو
تطلع إليه رافعا أحد حاجبيه ثم تحدث بابتسامة وغمزه خفيفة من عيناه ملاطفا إياه بها
الوقت ينزل يا حبيبيإتقل شوية ما تبقاش خفيف كدةفات الكتير يا وحش
إبتسم على دعابة ذاك اللطيف والذي تقرب منه إلي أبعد حد طيلة الأربع سنوات المنصرمة حتي أنه بات يناديه مثلما تلقبه أيسلتحرك إلي أن وصل إلي أبيه ثم جاوره الوقوف هو واشقائه لاستقبال والترحاب بالحضور
كان واقفا ويبدو علي هيأته التوتر وهو ينظر بساعة يده باستمرار فمال شقيقه علي جانب أذنه وهمس مشاكسا إياه
هو الباشا دايب ومستعجل للدرجة دي
لم يعيره عناء النظر إليه وتحدث مصوبا عيناه نحو باب القاعة
إتلم يا محمد ومتخليهاش تيجي فيك
رفع كفاه للأعلي إمتثالا لحديثه وأردف معلنا إستسلامه
علم وينفذ يا باشا
إستمع إلي رنين هاتفه فالتقطه سريعا من يد شقيقه حيث يحمله عنه وأجاب علي الفور فأخبره ياسين أنه أمام باب القاعة وحثه علي الإستعداد
أمام باب القاعةتقف تلك الفاتنة بقلب مرتجفمتأبطة بذراع والدها المشتتتجاورها مليكة التي عدلت لها طرحة زفافها وتحدثت وهي تمسك بكفها بمؤازرة
حاولي تهدي علشان التوتر ما يظهرش عليك
أجابتها بهدوء
حاضر يا مليكةبس قولي ليالميكب والطرحة مظبوطين
بعيناي متأثرة حنون أجابتها وكأنها تزف إبنتها
كل حاجة فيك مظبوطة قوي يا قلبي
إبتسمت وتحدثت بامتنان وهي تشدد من مسكة يدها
شكرا يا مليكةشكرا علي كل حاجة عملتيها علشاني
كانت تتحدث بعيناي ممتنةفكم من المرات التي إختلفت بها مع ذاك الكارم وحدث بينهما خلافات حادة وانتهت بمجرد تدخل مليكة ومحاولة تقارب وجهات النظر فيما بينهماحتي إستقرا ذاك الثنائي وبات كلا منهما يحفظ إختلاف الأخر ويتفادي إغضابهوهذا قربهما أكثر بل وباتا يعشقا حتي أنفاس بعضهما البعض
إلتمعت عيناها بفضل دموعها التي حضرت تأثرا بحديث تلك الرقيقة والتي عادت علاقتهما كالماضي بل وأعمقإبتسمت لها وفضلت الصمت ثم تطلعت إلي حبيبها وتحدثت وهي تتلمس ذقنه
إنت كويس يا حبيبي
عقب عليها بنبرة هادئة عكس ما يدور بداخله
أنا تمام يا عمرييلا علشان ندخل
تنفس عاليا ورفع قامته لأعلي ثم نظر علي قرة عينه وسألها متأثرا
جاهزة يا قلبي
بعيناي متأثرة لأجل غاليها أومأت فتحرك بها ناحية الباب ليدخلاأما مليكة ف ضلت خلفهما لتترك لها المجال بالظهور أولا ولترك خصوصية اللحظة
خطي ياسين بساقيه للداخل مصطحبا أميرتهكانت عيون الجميع مصوبة علي الباب بانتظار دخولهم بعد إعلان الموسيقي لذاكوما أن لمحوا تلك الساحرة حتي قاموا بالتصفيق إحتراما لظهورها وأبيهاوتعبيرا عن إعجابهم بحسنها الفريد
إنتفض قلبه واڼهارت حصونه فور رؤيته لتلك الجميلة شديدة الفتنةعيونه تتطلع إليها باشتياق ولهفةإنتفض قلبه بين أضلعه وطالبه بالإسراع إليها وجذبها داخل أحضانه وضمھا بقوة حتي يشبع شوق قلبه العاشق
قادته ساقاه مسرعا بمشيته إليهاكان يشعر بأن قدماه لا تلمس الأرض بل
متابعة القراءة